افعل ولا تنفعل

 افعل ولا تنفعل 


افعل ولا تنفعل مبدأ من مبادئ التعامل مع الذات ومع الآخر  .. مقولة قد تكون سمعتها سابقاً أو قد تكون ممن يقرؤها لأول مرة، وقد تتسأل عن مدى امكانية تطبيق الفعل دون الانفعال  .. وهل للانسان حرية الاختيار أو الامكانية في عدم الانفعال   أو التحكم بالانفعالات حين وقوع الحدث المثير لها !! 


ولكن بالتفكر والتمعن في ردات افعالنا المتباينة وقت وقوع الاحداث والمواقف.. سيتضح لك بأننا  بالفعل نطبقها دون وعي منا وبطرق ومستويات مختلفة .. بحسب الموقف والمكان والشخص الذي يثير انفعالاتنا .. فنجد بأننا أحياناً وفي مواقف معينة عندما نتعرض لمشكلة سببها شخص مقرب إلى نفسنا أو ممن يمتلكون السلطة  والنفوذ نقوم بلا وعي بضبط انفعالاتنا ونحاول حل هذه المشكلة دون اللجوء إلىالانفعال الشديد بل نحاول تهدئة الموقف لعدم خسارة ذلك الشخص .. 


وعندما يحدث أمر لا يوافق تطلعاتنا أو توقعاتنا في مكان نسعى إلى المحافظة على صورتنا فيه لا ننفعل ونمارس اساليب ضبط النفس والانفعال حتى لا تهتز تلك الصورة .. وغيرها من الأمثلة التي نتعرض لها بشكل مستمر .. ولكن لم نتفكر فيها سابقاً .. ولم نسع إلى أن نعممها على بقية مواقف حياتنا بالرغم من أننا لو تفكرنا قليلاً لوجدنا بأن من يستحق ان نفعل ولا ننفعل هي ذواتنا اولاً ومن ثم اقرب الناس إلينا "ابناؤنا "


و قد يتسأل البعض .. ولكن إذا  لم يفرغ الانسان  هذه الشحنات الانفعالية سيتسبب في أذية نفسه لاحقاً .. وهذه فرضية صحيحة .. ولكن  عدم الانفعال لا يعني عدم تفريغ هذه الشحنات مطلقاً..    بل الذكاء في  طريقة وتوقيت تفريغها .. واختيار المواقف التي تتطلب انفعالنا من الأساس ..

 "فكن ذكياً في اختيار مواقفك"


فتفريغ الشحنات الانفعالية .. قد يتم في أكثر من صورة .. الحركة أو الشعور (الانفعالأو التفكير أو ردة الفعل الفسيولوجية

وأنت لك مطلق الحرية في اختيار ردة فعلك .. ولك مطلق الحرية في اختيار المواقف التي تثير انفعالاتك .. 


فمثلا من المواقف الشائعة التي تتعرض لها الأمهات  .. كرسوب الإبن في أحد المواد أو ضعف درجاته ..  تجد الأم تثور وتفور وتبدأ في التأنيب والصراخ والتهديد ومن ثم اللوم والندب ..  ومن ثم تعيش  في  حالة من الحزن والقلق ..   

فالرسوب بحد ذاته أمر محزن إذا أخذنا بعين الاعتبار مجهود الأم في التدريس  والمتابعة .. ولكن هل تسألت الام..  هل هذا الرسوب مسؤوليتها  أم مسؤولية الابن .. ؟؟ 


وهل انفعال الام وشعورها بالحزن طوال فترة الاجازة يساهم  في حل المشكلة ؟؟ أم أنه يؤذيها.. وتصبح المشكلة مضاعفة … رسوب وحزن ..  ولو فكرت قليلاً الأم قبل الدخول في هذه الحالة من الغضب والثوران والحزن .. في الاسئلة التي طرحناها .. نجد أن الرسوب هو مسؤولية الابن .. وأن دخول الأم في هذه الدوامة من الغضب والحزن ان يجدي نفعاً وان يحل القضية وأنما حلها بالفعل .. وهو البحث والتقصي عن  السبب ومناقشة الابن لمعرفة أوجه القصور التي أدت إلى الرسوب .. ومحاولة معالجتها بالتعقل .. ودون اللوم والتقريع التي ان نجني وراءها إلا هدم العلاقة وتحطيم معنويات الابن .. وهذا ما هو وهذا مثال بسيط في حياتنا الأسرية التي ننفعل فيها ثم نفعل أو قد لا نفعل .. 


ولك أن تتخيل  عدد المواقف التي تتطلب منا كوالدين أن نفعل ولا ننفعل .. المواقف التي لا تتطلب ردات الفعل العنيفة لو  تريثنا قليلاً فقط .. الاحداث التي ساقتنا الى الجدال أو العراك مع ابنائنا بسبب انفعالات لم نتحكم بها .. ستكسب الكثير بدراسة  العواقب التي قد نتجاوزهابالتحكم بالانفعال والتصرف الحكيم مع الحدث .. 

فالتحكم في الانفعال والتقليل منه قدر المستطاع هو مسؤوليتك تجاه ذاتك لحمايتها و مسؤوليتك تجاه ابنائك لحمايتهم من تأثير انفعالاتكعلى ذواتهم وشخصياتهم .. 

لذلك "كن ذكياً في اختيار مواقفك وردات فعلك"



تعليقات

المشاركات الشائعة